-A +A
فؤاد محمد عمر توفيق
توالت محادثات معي عطفا على مقالي «الفئران.. والغربان».. تؤكد ضراوة الموضوع.. مع بعض من القصص التي تدخل في إطار الاستغراب.. إن لم يكن كذلك في إطار النوادر.. ومنها:
ــ فقد رأى شخص بأم عينيه قطة تجري مذعورة قرب مقر الغرفة التجارية بجدة..

بينما يجري خلفها فأر كبير بضعف حجمها!
ــ وآخر رأى بعينيه فأرا يقف أعلى جهاز أسياخ شاورمة؟!
ــ ثم فاجأني ثالث بسؤال: لماذا لم تذكر «الخفافيـش».. فطلبت منه أن ينير لي المعلومة.. فاستطرد: إنها تعيش بيننا في أشجار الشوارع وبالأخص الكثيفة منها.. والتي لم تحظَ بأي عناية أو تقليم (تهذيب).. كما أنها تتميز بحركة فنية أثناء طيرانها ليلا.. إذ تقوم بالانقلاب بزاوية تستطيع من خلالها قذف الفضلات من أحشائها لتنشرها على أسوار الفلل والمنازل.. فنجدها بقعا شبه سوداء في ضوء النهار!! علما أن الخفافيش تعيش ــ عادة ــ في الكهوف.. أو في أشجار الغابات الكثيفة.. بيد أنه يبدو أن بعضا من أشجار الشوارع لدينا بدأت تدخل قاموس «الغابات».. ربما لابتعاد يد العناية عنها! وبالفعل فقد رأيت البقع التي تحدث عنها الأخير.. كما أنه أوضح لي بأن حارس فيلته لم يعد يتمكن من غسل أوساخ الخفافيش لأكثر من مرة في الشهر الواحد.. وذلك لحصول المتحدث على مخالفة مياه عند كل «غسله»!.. دفاعا عن ميزانيته المالية الشهرية!
أما موضوع «الفأر أو الأسد» فهو مقتبس ــ بهذه المناسبة ــ من قصص تراثية:
أتى حيوان إلى «أسد» من خلفه.. وسأله: من أنت؟ وكان عجب العجاب أن يكون السائل فأرا! فأجابه «الأسد» مستديرا ليرى السائل وقائلا: أنا «الأسد».. بيد أنه لما رأى حجم الفأر سأله ومن أنت؟ فجاوبه الفأر: أنا الذي تعرف بيداء «جدة» وطأته.. فاستطرد «الأسد» مفزوعا وقائلا: وأنا في الشجاعة ما جربت نفسي.. ولكني في «الفزع» كالغزال؟
أعود لأقول: يجب على كافة عناصر المجتمع من مواطنين ومقيمين وزائرين ومسؤولين وأجهزة مختصة أن يلتفت كل فيما يخصه لتلافي سموم المصائب الصحية والبيئية المتصاعدة في حجمها من وراء تكاثر هذه الهوام.. فالعود للوطن أحمد.